كيف ترتقي بجوهر معنااااك ؟ وتلتقي بحقيقة نفسك ؟

بسم الله والحمدلله اما بعد: فلقد قرأت كلاما نفيساً للعلامة إبن القيم رحمه الله وجعل الفردوس مأواه يصف فيه العبد الحقيقي لله الذي حقق معنى العبودية حقاً وجعل مرضاة الله تعالى غايته فيصفه بإنه:- ((صاحب تعبدٍ مطلق,ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضاة الله أين كانت..فهو لايزال متنقلاً في منازل العبودية..فإن رأيت العلماء رأيته معهم,وإن رأيت العباد رأيته معهم,وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم,وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم,وإن رأيت المتصدقين رأيته معهم...فهذا هو العبد المطلق,لم يكن عمله على مراد نفسه وما فيها لذتها وراحتها من العبادات بل هو على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه, فهذا هو التحقق بـ(قرآن إياك نعبد وإياك نستعين) حقا,القائم بها صدقا,ملبسه ماتهيأ ومأكله ما تيسر وإشتغاله بماأمر الله به في كل وقت بوقته,وجلسه حيث إنتهى به المكان..حرٌ مجردٌ دائرٌ مع الأمر حيث دار,يدين بدين الآمر أنّى توجهت ركائبه ويدور معه حيث إستقلت مضاربه يأنس به كل محقٌ,ويستوحش منه كل مبطل كالغيث حيث وقع نفع,وكالنخلة لايسقط ورقها وكلها منفعة حتى شوكها,وهو موقع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله,والغضب إذا أنتهكت محارم الله,فهو لله وبالله ومع الله,قد صحب الله بلاخلق وصحب الناس بلا نفس,بل إذا كان مع الله عزل الخلق عن البين وتخلى عنهم,فواهاً له ماأغربه بين الناس! وماأشد وحشته منهم! وما أعظم أنسه بالله وفرحه به وطمأنينته وسكونه إليه! والله المستعان وعليه التكلان))..إنتهى كلامه رحمه الله..من كتاب مدارج السالكين